
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها أنا عدت للكتابة في مدونتي بعد الإنشغال في أموري الخاصه…
عنوان موضوعي يدل عن ما أريد التحدث عنه…

جلسة قد يجلسها أحد الأشخاص كل يوم في حياته، وقد تكون أكثر من مرة واحدة… فتجد ميزانه لامعا براقا…بل أنه يخشى أن تسقط عليه حبة غبار…فتراه يجتهد في تلميعه..ولكن قد يكون من كثرة إهتمامه بمظهر ميزانه ينسى أن يحمله أوزان ليقوم بوظيفته …

وقد تجد الذين يمرون على ميزانهم مرة كل شهر أو سنه…فيتذكرون ماذا حملوا هذا الميزان كل هذه الفتره لوهلة معينه…ثم تجدهم يعودون لنمط حياتهم وينسون هذا الميزان لفترة أخرى لا يعلمها مدى إنقطاعهم عنها إلا خالقها…

ومنهم أصلا نسى وجود هذا الميزان…وأصبح غريقا في عالم النسيان…لا يدري أين هو وماذا يكون؟ ماذا له وماذا عليه؟
فتراه يتخبط في هذا الطريق تارة ثم في الطريق الأخر تارة لا يرى هدفا واضحا في حياته…
عسى الله أن لا يجعلنا مثل الأخير….
لا أريد أن أقول أي الأصناف أنا…ولكن قد أكون مررت بكل صنف في حياتي…ربما قد أكون مررت منه مرور الكرام…أو ربما قد أطلت المكوث في إحداها…ففي النهاية هذا ميزاني ويجب أن أعتني به بإتباع ما أنزله الله جلا وعلا…
فما سر فضفضتي؟!!!

جلسة مع نفسي…هذه الجلسة لطالما أجلسها…بل أنني في بعض أطيل السهر معها…فتأخذني إلى عالمي الوردي…العالم الذي طالما أحبه…العالم الذي سميت بإسمه… فأجد دوما ما يجذبني إليه… أقلب بين صفحاته…أستنشقه بعطره الفواح سواء طاب عطره لي أو فسد…قد أتذوق معه مرارة الماضي وأنسى تذوق حلاوته…
فأعود لأتذكر أنني أعيش الحاضر…وأن الماضي لا رجعة له…ولكن الحاضر يجب أن أعايشه…

جلسة مع نفسي…ظننت أن عالمي لا يهم أحد غيري…بل ظننت أن عالمي غير مهم…وأني لأجد السعادة في عالمي، يجب أن أزرع السعادة في العالم الذي حولي…فها قد زرعت وحصدت الثمار الطيبه منهم ولم أتوقع أن تكون أرضي خصبه فتمتد جذورهم إلى تربتي… فهممت بزراعة تربتي وإجهاد نفسي حتى لا أضع حملا ثقيلا عليهم…بل أخفيت عنهم ما أقوم به ليس لأني لا أريد مشاركتهم ثماري..بل كنت أتمنى أن يقتحموا إلى عالمي لشدة حاجتي لمساعدتهم…لكن خوفي أن يثقل عالمي كاهلهم وخوفي من فشل عالمي جعلني لا أمد يدي طلبا لمساعدتهم…
فإلى كل من وضع قدمه في تربتي وأصابه شوك في قدمه، ضعوا أقدامكم على يدي لأزيل الشوك عنها وأعتني بها… وسأحرص على ن أزيل كل العقبات ولأشواك التي وضعتها في طريقكم وسأمهد الطريق لكم وأنثر الورود والعطر عليه لتصلوا إلى عالمي بسلام…بل أني سررت بخطوتكم الشجاعة هذه…بارككم الله…

جلسة مع نفسي…أحدثها…أتفقد أحولها…فأجدها تتفقد أحاول غيرها…من مصاب إلى جريح إلى قتيل…فعجبا ما سبب كل هذه المصائب!!! جلست معها أحدثها بل أعاتبها: ماذا فعلتي أيتها الروح لتتكبد الدول الأخرى هذه الخسائر؟!
فأخذت تبكي حائرة خائفه…
فمسكت بها وهززتها وقلت: يا نفس ماذا حل بك؟ حديثيني أخبريني…لطالما عرفت إهتمامك بمن حولك…فلماذا هذه المأساة وهذه المجزرة على أبوابك؟!!!
فخنقت عبرتها… كفكفت دموعها..ونظرت إلى عيني نظرة…وبدأت شفاهها تتحرك لتخرج كلماتها كالقنابل علي…
أنــــــــتِ…أنــــــتِ سبب كل هذا الدمار…
فقالت لها والذهول يملأني: أنــــــــــــــــا!!!
قالت: نعم أنتي….
قلت لها: كيف؟ ولماذا؟ وماذا فعلت؟
قالت لي:وأتقولين لي أنك لا تعلمين؟!
فصمت قليلا…أنكست رأسي و أصبحت عيناي تنظر إلى قدميها…
قلت لها: بل أعلم… وها هي حكايتي:

عالمي كان يبحر في مياه الحداثة والمدنية …تحكمه بعض القيود ...ولكن لم يمنعه ذلك أن يسير في أي إتجاه تهب له الريح ما دامت تزيد من صلاته بالدول الأخرى…لم أرى فيه خللا أو عيبا ما دامت خريطتي واضحه…

كنت أغرس ثماري بكافة ألونها وأشكالها في كل أرض تبحر بها سفينتي… فكانت نتاجها محاصيل بألوان شتى: روحيه، جسديه، نفسيه، دينيه، …..وغيرها الكثير من المحاصيل ما لذ وطاب…
وفي يوم من الأيام…بعدما تفقدت على حال من يجاورني… تذكرت أنني لم أتفقد مخزوني …المخزون الذي أستمد به قوتي وطاقتي…فقد كنت أبحر بمخزون كان خليط بين رحيق الدنيا وشهد الأخره لا أعلم كمية كل واحد منه فيه… فما كان مني إلا أن أكشف الغطاء عنهم ووجدت أن محصولي الذي بين يدي قد قل وربما الأكثر ضررا كان المحصول الديني…
فسألت نفسي:هل هو كافي لي في هذه الحياة؟
ولا علم لي كم هو مخزوني الإحتياطي في عالمي الأخير…فخفت أن يكون المحصول هناك قليلا لا يكفيني لأعيش حياة سعيدة من بعدها…
فما كان مني إلا أني أبحرت إلى الجزر العنكبوتيه باحثة عن من يجيبني على أسألتي…وإذا وضعت قدمي في إحدى الشباك الدينيه…فأجد نفسي إلتزقت بها ولم أستطع مفارقتها…فأخذت أستزيد من محصولي فيها…
ولم ألتفت إلى محصولي الدنيوي ظنا مني أنه يجب أن أتشبع بمحصولي الديني ولا أهتم بغيره من المحاصيل خاصة محاصيل الروحيه والعقليه والجسديه…وفي تلك السنة سنت أحدى الوزارات الحكومية قانونا بأن لا ننخرط في المحصول النفسي حتى يتم التعاقد بين الدول لمشاركة المحاصيل بشكل رسمي…

فبعد سفرتي وجدت أن أتوقف مشاركة جيراني بعض من المحاصيل الروحيه والجسديه …وعدم زراعة بذورها خوفا عليهم وعلي من أن يؤثر كثرتها علينا فيقل محصولنا الديني…فلذلك كان غلق الباب أولى تيمنا بمن قال : من باب سد الضريعة…

وأتخذت قراري دون إستشارة إحدى المختصين الذي لطالما كنت أزورهم لخبرتهم فيبعض جوانب المحصيل الزراعية…لاسيما المحصول النفسي…

فصدر قراري…وجعلت العناكب تتناقله في شباكها حتى تصل إلى الدول المجاوره…ظننت أنني سأجد أكثرهم من المؤيدين بعدما شرحت لهم أسباب هذا القرار مع أنه في قرارة نفسي علمت أنه قد يؤدي بإصابات خفيفه لبعضهم بعد نقصان الكميات اليومية التي تعودوا الحصول عليها مني…ودعوت من بيده زيادة هذه المحاصيل أو قلتها أن لا يؤثر عليهم قراري هذا…
ولكن!!!

إذا بقراري يصيبهم كل الرصاصات بل كالقنابل تتقاذف في مسامعهم…تنفجر بأجزائهم دون رحمة…وتتركهم في حيرة من أمرهم…بل في حيرة من قراري
فمنهم تعطل جزء من جسده…ومنهم من فقد أبيات من روحه أو فقد الروح كاملة…ومنهم قد يكون قد فقد كل شئ يملكه…

فبدأت جرائد العتاب تنطبع…وبدأت الأشعار تعزف ألحان الألم…ومنهم من أكتفى بالكتمان…
فأبتعدت عنهم…ولكنني كنت بإستمرار أتفقد أحوالهم… وكنت أعلم أن الأوضاع ليست جيده ولكنني رفعت يدي طالبة من هو أعلم بحالهم أن يعوضهم ما لم أستطع توفيره لهم…أو بالأصح ما أفصحت لي الشباك العنكوبيته أن لا أوفرها لهم…

فأيتها النفس…طاقتي موجوده لزرع كل تلك المحاصيل وأجد ثمراها من جديد… ولكني فقدت بعض من معداتي القديمه في الشباك العنكبوتيه وحملت بدلها معدات أخرى… فلا أعلم بمعداتي الجديده هذه سأستطيع زرع ما كنت أزرعه سابقا…بل لا أعلم إن كات ستكون لها مذاق مثل الذي كانت عليه…هل سيكون كما عاهدوه؟ هل سيكون مذاقه ألذ أو هل سيكون مررا لا يستسيغه أحد…

وأحببت أن أبلغك أيتها النفس أنني قد تألمت كثيرا لما رأيته من إصابات حولي…قد لا تشعره الأرواح المصابه ولكن قد يكون أكثر ألما من إصاباتهم… وأنني أختبئ من وراء الستار لأتفقد أرواحهم إن لازالت تحمل نبضاتها…
ومع كثرة العمل على المحاصيل الدينيه خوفا من ضيق الوقت…إصبت بداء إسمه الخوف… هو مفيد ومطلوب ولكن كثرته قد تؤدي بأثار عكسيه…وإذا بأثاره العكسيه تظهر علي…وأصبحت لا أستسيغ أي من المحاصيل الأخرى كالجسديه والنفسيه…فأخذ الخوف يسيطر على قواي الفكريه…ويقوم بتحمل أجهزته أكثر من طاقته…حتى أوشك على أن تتحترق كل تلك الأجهزة ويفقد معها قواي العقليه…

ولولا رحمة صانعها ثم إنتباه الأخرين لها ومحاولة صيانتها وإعادة برمجتها بما يناسبها، لربما كان الجهاز العقلي (وأيضا الروحي) في عداد الأموات…ولله الحمد تمت برمجة الجهاز بما يناسب الوقت الحالي…وبقيت بعض البرامج مفقوده…

فهذي حكايتي أيتها النفس…متأملة أن أكون قد أجبت على سؤالك…لم أكن أريد أن أفصح لك عن عالمي… ولكني لا أجد طريقا غيره في الوقت الحالي…

وأنني لم أمنع محاصيلي على دولي المجاوره…ولكن الطريق للوصول إلى تلك المحاصيل بات مختلفا…وإرشادات ذلك الطريق مضئ مكتوب في كتاب لا غنى عنه…الكتاب الذي أعتبره من أعظم الهدايا التي أهداني صانع كل شئ…فهو الكتاب الوحيد الذي تستطيع أن تتأكد أن كل خطواتك صحيحه إن إتبعته…فبه تشعر بلذة محاصيلي…
صمتت النفس قليلا… ثم ما لبثت حتى أستقرت في داخلي…تنتظر بصمت الأحداث…متأملة خيرا في مستقبلها…

جلسة مع النفس…
وقفة تأمل ما كانت تحلم بتحقيقه… فها هي تسعى لتحقيق أحلامها… فمنها ما تحقق…ومنها في قائمة الإنتظار… ومنها لا يعلم مصيرها غير خالقها…

فأندثرت من القائمة أحلامٌ، منها كان للمدى القريب ومنها كان مداه بعيدا…وأرتسمت بدله أحلامٌ أخرى……مغلفة بدقة وعناية ويتسورها شريط مخملي منتهي بربطة جميلة وبطاقة تقول:

*بارك الله مجهودك أيتها النفس*
إنها هدية النجاح…
هدية سنوت علم وبحث…
فلا أكتفي عندها…بل أسعى إلى تحقيق ما هو أكبر…حلم لا يسعني أن أوصف مدى كبره ومدى أهميته…حلم يتمناه كل من لامس الإيمان شغاف قلبه…حلم لن تعرف من بعده معنى للتعاسة والشقاء… بل تجد فيه سعادة دائما…يقول فيها خالق الكون لصاحبها:

{ ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود }
يااااااااااااااااااااااااه…ما أجمله من حلم…بل ما أجمله من حقيقة من سعى لذلك الحلم…فأدعوا الله لي ولكم أن نكون من أصحاب هذه الحقيقة… فنسرح في جنات الخلد وننسى معها هموما أثقلت كاهلنا في دنيانا…

جلسة مع أنفسكم…
تفصحون بها عما تجول في أنفسكم… تبحثون فيها ما مضى من أنفسكم وما تبقى منها…قبل أن تجلسوا هذه الجلسة بقوة مع من لا تتمنون الجلوس معها…فيقلب في صفحاتكم…ولا يترك فيها دمعة أو حرفا لم يسألكم عنها…

جلسة معي…
ها أنا أفتح أبواب مدونتي لكم لتفصحوا بما يجول في خاطركم…وإن كان باب مدونتي لا يسعكم ولا يطيب ما في خاطركم فعسى أن يسعكم بريدي في ملفي الخاص…ولا يسعني إلا أن أقول لكم…
رمضان كريم…أعاده الله علينا هذا الشهر الكريم باليمن والبركات…وغفر فيها جميع خطايانا والزلات…وأدخلنا بسببها أعلى الجنات…

كل عام وأنتم إلى الله أقرب…كل عام وتلاوتكم للقرآن أفضل…كل عام وأعمالكم الصالحة أرفع…كل عام وأنتم بخير…
تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالحات أعمالكم…

فهذا رمضان قد أقبل…وأطلب من المولى أن يغفر لي ولكم…واطلب لكل من رأني ولم يرني، سمعني أو سمع عني، جلس معي أو لم يجلس معي، عرفني أو لم يعرفني، أي إنسان له صلة مباشرة أو غير مباشرة بي، حتى لو كان عابر سبيل في مدونتي أن يسامحني على ما بدر مني، أكان ما بدر مني خطأ في حق أي كائن حي أو جماد أو غيره في هذه الدنيا…وتدعوا لي بالمغفرة والرحمة…
لكم مني أرقى التهاني وأصدق المشاعر…

محبتكم..
لامي