♥ أنا عدت ولم أعد أنا ♥
حقيقة، واقع أم خيال؟
هل أنطوت صفحة من حياتي لتبدأ صفحة أخرى بوصفة جديدة ونكهة مختلفه؟
يا ترى ماذا سيكون مذاقي هذه المره؟
مرا ذا طابع سكري ، أو مالحا لا يستساغ أو ما بين الإثنين؟
لا أستطيع أن أجزم بأنها صفحة واحدة…أجدها أكثر من ذلك…قد أكون فقدت قاموسا مليئا بمفردات لا مثيل لها ليحل محله قاموسا جديدا... يحمل في طياته معالم جديده ثلاثية الأبعاد بعدما كان بعدا واحدا أو بعدين..أبعاده هي: العقل، والروح، والدين …
تناثرت صفحات من الروح لتحل محلها صفحات من العقل والدين…بل أن صفحات الروح بقيت كما هي بلا تغيير ولكن زادت الصفحات الأخرى فأنضغطت الروح في دستور أسميته "حياتي"…فكلما أقلب في صفحتها تأتي صفحات العقل والدين لتطغى عليها …صراع ثلاثي… يطحن كل واحد في الأخر…فأقعد أنظر إليهم، أنتظر، فأنتظر، ثم أنتظر ليحل السلام بينهم…أرفع لهم راية بيضاء فلا يروني… مستمرين في الصراع…إلى أن ينتصر الدين والعقل، فتسقط الروح صريعة…فأركض لأحملها بيدي، أحضنها، أبكي عليها، أقبلها بقوة، أنظر لها وأقول:
أنا هنا لكي، مهما أنتصر الحق…
فتمد يدها، تسيل منها الدماء، فتضعها على وجنتي لتكفكف دمعي، وتترك أثارا من الدماء عليها، فتقول لي:
لله درك يا غاليتي، فما أنتصر العقل والدين إلا لله، ولا تنسي أنني بدونهما لا قيمة لي في هذه الحياة، فبفضل الله ثم بفضلهم وجد لي معنى في هذا الكون، فلن أستطيع أن أنسى فضلهما علي الآن، ولكن لن أنساك يا كياني الوحيد….
فشهقت شهقة، فقمت أرش الماء عليه، أهزها، أكلمها، يا روحي لا تتركيني، فأنا بأمس الحاجة إليك، وتسقط دمعتي على خدها فتظر ثم تبتسم لي، فتقول:
لن أتركك…سأظل دائما بجانبك كما عاهدتيني، سأظل كما أنا، تلك الروح التي تمسك بيدِك لتأخُذَك إلى الأحلام الورديه… تلك التي ترسم بفرشاتها الإبتسامه في وجهك كلما دخلتي إلى العالم النرجسي…ستظل مشاعرك للناس محفوظة عندي كما عاهدتيني، أتشبث بها حتى وإن قرب أجلي، لن تذوب أبدا تلك المشاعر مهما تغيرت ظروفنا، سأظل أنا لك كما كنت أنا، وستظلين أنتي لي كما كنتي لي… فهلا أخذتني إلى الطبيب لأطبب جروحي، فأنها تألمني…
فحملتها مسرعة، أركض بها، أمر على طبيب تلو الطبيب، أقف عند واحد لأمد يدي وأفتح بابه، فتأتي العقل والدين لتصدني، أذهب عند الأخر، فأجدها تلحق بي وتجذبني ،إلى أن خدعتهم، فأختبات خلف أحد الجدران، وأنتظرت إلتفاهم، ثم ركضت بكل ما أملك من قوة، وفتحت الباب على إحدى الأطباء، ولكن لم يلحقوني هنا….
♥ عدت أنا وما عاد الناس يروني كما أنا ♥
قد يرى البعض أورقي قد ذبلت…غصوني قد جفت…فيظل حائرا هل هناك روح تنبض بداخلي؟! هل هي تلك روحي أم إستعرتها من إحدى أزقة المشردين؟!
هل مشاعري وأفكاري كما كانت وكما عاهدوها؟!
بات أمري شائكا… بل أصبح مرعبا…
كنت أقود قطار حياتي، أتنقل من مدينة إلى مدينة، فأحمل هذا وأنقل هذا، ولي من الزبائن من يركب رحلتي دائما… أحملهم بهدوء إلى سكك الحريه، سكك اللامحدوديه من المحبة والعطاء…
قطعوا التذكرة، رأوا ملامح سائق القطار، ملامح لم يعهدوها، أهو سائق جديد؟! أدركوا إنه هو ولكن تغيرت بعض ملامحه...عيناه حمروتان، جبينه مبتل… لم يأبهوا بذلك …. بدأوا بالإنتقال هدوءا، ثم ما لبثت أن أصبحت تأخذهم إلى متاهات، وزادت سرعة القطار، وكانت المقصورات الأولى تهتز، ولكن المقصورات الأخيره أوشكت أن تتهاوى… حاولوا أن يتشبثوا بكل جوانب القطار، صرخوا عاليا:
هدئ من روعك أيها السائق؟ فإنا سنسقط ونتعثر في متاهات الحياة…ولكن القطار أستمر كما هو…فبدأت أجسادهم تتطاير، فما لبثوا أن تمسكوا بإحدى قضبان الأبوب ولكن أجسادهم كانت تلامس الأرض…وهم يصرخون بألم وحرقة، أعينهم تفيض من الدمع:
لماذا؟
ماذا حل بك أيها السائق؟ ما الذي قمنا به لنتهاوى في قطارك؟ متى تعود إلى سكك القديمه وتعود مياهنا إلى مجاريها؟؟
فتمعنوا النظر في مقصورة السائق؟ ها أنا هناك، لكن!!!ماذا نرى؟
أنا بداخل مقصورة السائق… اغدوا يمينا ويسارا… أقلب صفحات الكتاب… واحدا تلو الأخر…أفتح هذا، أضغط بالأزرار، أقلب الكتاب الأخر…تائهة… تتساقط الدموع من عيني.. أرى حالهم فيزيد بكائي وحرقتي…
إستجمعوا قواهم…وبدأوا الركوب الواحد تلو الأخر…كانت أصوات جروحهم تأتيني من فتحات التهويه مع نفحة من الألم…أتنفسها بعمق، فيهز صدري ويتقطع وريدي…أسمع آهاتهم...حمدت الله أنه لازالت الروح في أجسادهم، لكن يبقى السؤال: مدى عمق جروحهم؟! هل سيركبون قطاري مرة أخرى وقد تغير مساري؟! هل سيطيقون كل هذه التغيرات؟
!
سكوت…لا جواب…
♥ عدت أنا وهل سأعود أنا؟ ♥
جسد بلا روح أو روح بلا جسد؟ عقل بلا فكر أو ذهب العقل والفكر؟ أين موقعي صار في قصيدة الوطن، قصيدة الأحبة والسمر؟!
بحثت في ادراجي…وجدت مفاتيح كثيره…مفتاح بيتي، مفتاح حديقتي ولكن هناك مفتاح مفقود…عكفت أبحث عنه..بين الأوراق والكتب وال أقلام…ليس هنا..أين هو؟
نظرت تحت الأريكة، بحثت في زوايا البيت، أغدوا يمنة ثم يسرى، أصعد إلى الأعلى ثم الأسفل… أسترجع خطواتي التي خطوت بها…لا أتذكر شيئا…أنهكني البحث…
تهاوى جسدي على السرير…أفكر، أين أضعت مفتاحي؟ في أي متاهة فقدته؟
أتقلب فوق السرير…أنظر إلى النافذة…سماء ملبدة بالغيوم السوداء..يوم مظلم…أسرح إلى عالم الخيال…ماذا سيحدث لو تركت الرياح تعزف بأوتارها لتبدد ظلمة تلك الغيوم؟ هل سأرى نور الشمس تتساقط علي بدفئها؟!
يغلبني النعاس، فيتسلل إلى عيني…أقاومه ولكنه يمسك بأهدابي ليغلق الواحدة تلو الأخرى…أستسلم له… أنغمس في فراشي ..أضع يدي تحت وسادتي…أتحسس شيئا صلبا…أه ذلك كتابي.. هدية من مالك الكون…أخرج الكتاب، أحضنه وأقبله..أنظر إليه بعيني، أتأمل فيه، فتجعل كل ما أراه جميلا…أقلب صفحاته فيسقط شئ منه على صدري ،تهتز مع نبضات قلبي…تك، تك...
أآآآآآآآآه
أنه مفتاح قلبي …
♥ هم عادوا ولم أعد أنا ♥
هكذا كان حديثهم… ينظرون إلي من بعيد…يتهامسون بصوت منخفض... يساورهم الفضول..يتسألون:
لماذا عادت كما لم تعد هي؟
فتحو أدراجهم..وجدوا لباس تنكري إشتروه لغرض لم يفصحوا عنه…علموا ان بلباسهم هذا لن أعرفهم…
جائوا إلى مكتبتي، يكثرون من الثناء علي، يدعون أنهم سمعوا عن من إحدى أقربائي… طلبوا مني أن يقلبوا بين قصصي ليزدادوا معرفة بي..مددت لهم يد العون…
بدأوا يقلبون في صفحاتي، يبحثون عن ما يجيب فضولهم:
أين فقدت صفحة بل صفحات من حياتها؟ وما بالنا نرى كل هذه الصفحات الجديده؟ وهل لنا مكانة في صفحاتها؟؟ بل هل هناك من ينافسنا؟؟
ساورني الشك لهذا الغريب…ولكنهم لم يتركوا لشكي المجال…أستكملوا بحثهم وحتى وصلوا إلى صفحاتهم...فرحوا كثيرا لأنهم وجدوا أن صفحاتهم عندي زاخرة …مليئة بالحب والإخلاص…
فأحسوا بالطمأنينه…وكشفوا عن أنفسهم…فما وجدت نفسي إلا أنني أبتسم لهم وأقول:
إلي يسألش ما يتهش…
♥ يعود ماضينا إلينا ولن نعود إلى ماضينا ♥
هكذا كنا..وهكذا أصبحنا...ذكرى..ماضي…نكتبها لننقلها من عالم النسيان إلى أراضي الذكريات… نمسح الغبار عنها…نزين بها جدراننا..نتأمل فيها…هذا هو ماضينا… رسمناه …أبدعنا في رسمه...ولكن اللوحة لم تكتمل…فنمسك بالفرشاة لنرسم حاضرنا..فمنا من يستعجل بلوحته فيرسم مستقبله سريعا …ومنا من يبطئ ليستمتع ويتفنن في حاضره…
وها أن أرسم لوحتي…منهم من يراه جميلا، ومنهم من يبغضه، ومنم لا يجد الجديد فيه….فغريب أمرهم ولكن جميلة مشاعرهم...خاصة عندما ترستم تلك المشاعر على وجوههم...لأعرف مدى سوء رسمي من جماله...لماذا الإستغراب في وجوههم وقد تخرجت من مدرسة الفن!
أي مدرسة تلك؟!!!
مدرستكم!!
نعم أيها القارئ وأيتها القارئة أنتم مدرستي…
نعم نعم أنتم..أشير بإصبعي لكم…
فما بعد إلهام الله غيركم من يلهمني…
هوائكم، مائكم، أرضكم، سحابكم…وجودكم، حركاتكم، سكونكم، عدمكم….كل شئ منكم وإليكم يلهمني…كل ما يحيط بي وبكم.... كل ما هو خارج عن قشرتي وداخله تأثر بكم…
فدمتم لي خير مدرسة أيها الملهمون!
ودمت لكم خير ملهمة ترسم الفرحة في قلوبكم…
دام في القلب محبتكم ما دمت هُنا، وإن لم يعد بي الزمان كما كنت أنا…
إن الزمان إذا ملك القلب علا، وهل غير المحبة في القلب هوا؟!
غفر الله لي ولكم…
تلميذتكم…
♥♥ لامي♥♥
2 comments:
هلا لامي بصراحه اسلوبج روووووووووعه وتخلي الواحد يحب يقرا المزيد منج وكل فقره حسيت فيها قصه وفيها غموض والي عاش مثل هللحظات بيفهم المقصود وبيحس بكل كل كلمه كتبت بقلم لامي ننتظر مزيد من كتاباتج :)
هلا أمووووووووووووونه...
فديتج وفديت غاليج....
أنتي لي إستاذه عوده :)
الله يحفظج دوم لنا...
إن شاء الله، بتشفون الجديد عندي :)
أنتوا الي تحمسوني على الكتابة
سلامتكم :)
Post a Comment